الصيد بالصقور
وقد ذكرت الصقور في كثير من القصائد عند العرب , فهم يضربون المثل بعين الصقر لجمالها وحدتها , وكذلك يضربون الامثال بقوته الخارقة .
والصقر يعتبر رمز القوة ودليلا على عزة النفس , ودائما يشبه به الرجال , ومن ذلك قولهم “صقر قريش” ويزداد الاهتمام بتربية الصقور في دول الخليج العربي شعوبا وحكاما , فتجدهم مغرمين برياضة الصقور إلى وقتنا الحالي .
وقد برع أهل الإمارات العربية المتحدة وخاصة أهل ابوظبي منذ زمن بعيد في معرفة أفضل أساليب تربية وتدريب وترويض الصقر ومعاملته , فتوارثوها جيلا بعد جيل , وأصبحت لهم وسائلهم الخاصة في التدريب والتي جعلتهم يتصدرون غيرهم في الاهتمام بهذه الرياضة العربية الأصيلة.
وتنال رياضة الصيد بالصقور في الإمارات اهتماما خاصا وذلك بفضل صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة .
ويرى سموه “أن الصيد بالصقور رياضة هامة ووسيلة من الوسائل التي تعلم الصبر والجلد والقوة , كما أنها تعتبر لونا من ألوان التغلب على الخصم بالذكاء والقوة , وكيف أن هذه الرياضة تظهر ابن البادية بما وهبه الله من فطرة ومقدرة على تأنيس هذا الطير الجارح , وتأديبه , يأمره فيطيعه , ويناديه فيحضر مسرعا إليه “ .
وقد اختلفت الاجتهادات في أصول هذه الرياضة وجذورها وبعض آدابها ففي حين أكدت الدكتورة سعاد ماهر أن “إسماعيل أبو العرب” كان صيادا وقد تعلم “بهرام جور” الصيد من العرب في الحيرة فإن غيرها من الباحثين مالوا إلى أن البيزنطيين كان لهم الريادة في الكتابة عنها وتؤكد الدكتورة سعاد أن الملوك والحكام من الشرق والغرب قد أهدوا الصقور لخلفاء بنى العباس , وقد اهتم الحكام المستقلون في فارس وحكام المغول الذين خلفوا العباسيين بالصيد بالصقور وقد أعطى حكام مصر والشام قبل العهد المملوكي وأثناءه أصحاب “الباز” المسئولين عن رعايته مناصب كبيرة في الدولة وقد انعكست كل هذه الاهتمامات والرعاية لهذه الرياضة في المخطوطات ذات الأشكال والرسوم الملونة والنحت على الخشب والشعر والخزف والمعادن والمنسوجات والبسط والسجاد .
اما الدكتور “ديتسليف مولار” فقد أشار إلى ازدهار الكتابة عن “البيزرة” خلال فترتين متميزتين هما القرن التاسع وكذا أواسط القرن الثالث عشر الميلادى , حوالي الفترة التي هاجم فيها المغول بغداد وأسقطوا الدولة العباسية وقد أرسل أحد النبلاء البيزنطيين كتابا في “البيزرة” للخليفة المهدى الذي أمر بترجمته إلى العربية , وبتأليف كتاب يضم معلومات من اللغة الفارسية والتركية والإغريقية إلى جانب العربية , وقد ترجمت نسختان مختصرتان من هذا الكتاب إلى لغات مختلفة منها اللاتينية .
رياضة عربية
ورد في الكتب القديمة أن أول من صاد بالصقر بعد تدريبه وتعليمه “الحارث بن معاوية بن ثور بن كندة” وتروى تلك الكتب قصصا مختلفة حول هذه الريادة وأكثرها شهرة القول أن الحارث وقف ذات يوم عند صياد ينصب شباكه لصيد العصافير فشاهد أحد الصقور ينقض على عصفور تعلق بالشباك , وهنا أمر الحارث بأن يأتوا له بالصقر فأخذه ووضعه في بيته وخصص له من يطعمه , ويعلمه الصيد , ومنذ ذلك الوقت عرف العرب الصيد بالصقور , وأصبحت لهذه الرياضة عاداتها وتقاليدها وآدابها وأنواعها من حيث سرعة الصقور وقدرتها على الطيران أو المناورة أو الانقضاض , أو الصبر على الطعام , كما وضعوا خططا وأساليب للصيد بالصقور وتدريبها وتعليمها مازالت تشكل حتى هذه اللحظة أبرز خطوط وملامح هذه الرياضة .
الصيد بالصقور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق